ماذا لو؟

" لا يوجد يا إبني جواب لـ ماذا لو؟

إلا في مدينة براءة طفولتك"

حين تكبر لا تهاجر من هذه المدينة

ماذا لَو ... تقاسمْنا أوجاع الأيام؟

ماذا لو ... توسَّدنا أبواب الندم في الاعتذار؟

ماذا لو ... بللنا الجفون في كل سجدة حين نطلب الرب؟

ماذا لو ... تراحمْت القلوب باختلاف ألوانها لدينا؟

ماذا لو ... شاخت الحروف الجميلة في أحداق الكلمات دون أن تظهر لُتظهر أثرها على نفس كل انسان ؟

ماذا لو ... كان كل تراشق بعطر مسكِ وماء وردِ؟

ماذا لو ... تعاهدْنا على الإخلاص والودِّ طول قطار الحياة ؟

ماذا لو ... نظف كل جار عتبة داره من تراب الغيبة و النميمة ؟

ماذا لو ... أضأناها تفائل لكل سراجْ هشمته الحياة؟

ماذا لو ... تعلَّمنا

من البحار مدها و جزرها ومن الأمواج تقلباتها؟

ماذا لو ... اختطفت سواد الليل بفجره؟

ماذا لو ... اسقطنا الابتسامة في قاع قلب اليتيم و المغترب و الفقير

و كسير النفس؟

ماذا لو ... تخاصَمْ الأزواج وعادو بعدها كالأطفال؟

ماذا لو ... تشجع الحرف وأعلن التمرد والعصيان من أسر العادات و التقاليد التي تستبد فينا حريتنا في الرأي؟

وصايا أبي للكاتب: د. طلال المكي