top of page

كيف تمتن لـ"المُعتاد" ؟!

  • Writer: روافد المعرفة
    روافد المعرفة
  • Jul 7, 2020
  • 2 min read

ree

لدي جرعة دواء لا تفارقني قبل كل وجبة لإصابتي بمرض مزمن، لكن هذه المرة اخرجتها من حقيبتي بسعادة وامتنان أكثر بكثير من المعتاد بينما كنت استرجع أحداث أخر ثلاثة أيام عانيت فيها وأنا ابحث في صيدليات مدينتي وما جاورها عن دوائي هذا.

أنا التي عادة ما تفكر في المساكين الذين لايملكون قيمة هذا الدواء غالي الثمن كيف يتصرفون حين ينفذ ما يوزع منه مجاناً في صيدليات المشفى أو المركزالصحي لم استطع التصرف الان رغم امتلاكي لإضعاف ثمنه بعد أن قررالاختفاء فجأة ودون سابق إنذار من كل الصيدليات حولي !

في غمرة انشغالي بتلك الأفكار انهمر سيل من الدعوات و النظرات التي ترثي لحالي قاطعة حبل افكاري، فبعد أن كان الجميع يضحكون و يتكلمون حول مواضيع مختلفة اصبحت أنا موضوعهم الموحد و محط أنظارهم.

رغم كون هذا يحدث كثيراً إلا أن هذه المرة كانت مختلفة والسبب أنني كنت سعيدة جداً بينما كان الجميع عكس ذلك، كنت احرك فمي بكلمات مثل "آمين" "يارب" "الحمدلله على كل حال" بينما عقلي و قلبي يقولان عكس ذلك تماماً ومن هناك بدأت أفكر فوجدتنا نعتاد الأشياء ثم نحولها إلى حقوق بديهية لنا ومن ثم نعتمدها كمقياس لنا ولما حولنا، فمثلاً اعتاد الناس في ذاك المجلس دوام الصحة فحولوا الصحة إلى حق بديهي لكل إنسان على سطح الأرض ومنثم اصبحوا يُقيمون بناءً على ذلك فيرون كل مريض مسكين و ينقصه شيء مابناء على ما اعتادوا ، في ذلك الموقف كانت افكاري أيضاً مثالاً جيداً فقد اعتدت توفر الدواء أو المال الذي سيجلب الدواء ثم حولته إلى حق بداهي و بناءعلى ذلك كان المقياس لدي بأن من لا يملكون الدواء لفقرهم أو لأي سبب غيرهم المساكين لا أنا، والحقيقة أن هؤلاء الفقراء كغيرهم لديهم عادات أخرى تبنيلهم مقياسهم الخاص ومن هنا بدأت بملاحظة العادات في مختلف المواقف فكانت المقاييس تتغير دائما باختلاف ما تعود عليه الشخص فمن تعوذ الرفاهية أصبحت له مقياساً بينما اعتاد آخرون شظف العيش فصنعوا مقاييسهم تحت وطأتها ولكن ماذا عني أنا وماذا عنك أنت ؟

أما عني فدعني أخبرك أني أمسيت أعيش في قناعة ورضى مدركة أن مااعتدت عليه ليس ابداً حقاً بديهياً بل فضلاً من الله يؤتيه من يشاء من عباده فاليوم حين أقف أمام مصعد ما لن أفكر كغني اعتاد الرفاهية ولا كصحيح اعتاد إراحة ساقيه ولكني سأفكر كمقعد لن يتمكن من بلوغ الطابق العلوي لوتعطل المصعد أما إن تعطل فسأشكر الله كثيراً قبل أن أحرك ساقاً نحو السلالم وسأترك خلفي ذلك الذي يتذمر من تعطل المصعد دونما عتب لأنني أدرك لماذا يتذمر .

 الكاتبة: أنفال الزهراني

Comments


شـركـاؤنـا

في حالة الإستفسارات والشكاوي يرجى التواصل معنا عبر ملء الإستمارة ثم اضغط على زر إرسال وسنرد على طلبك في أقرب وقت ممكن أو يمكنك التواصل معنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي

Thanks! Message sent.

  • Twitter
  • Instagram
  • Snapchat

 روافد المعرفة 2018 © جميع الحقوق محفوظة

bottom of page