أنا الإنسانية
- روافد المعرفة
- Jun 10, 2020
- 1 min read

بتنا نقف بين أمرين متضادين، ندخل دورات العلاقات ومعارض التطوع فنرى لافتات شديدة الوضوح، لا بأس بالإيثار، لا بأس بالتنازل، لا كبرياء بين الأصدقاء!
وندخل دورات التنمية والذات فنرى مرادفات تصرخ بالأنانية، حتى تكاد تجعلك البشري الأكثر قداسة في مجتمعك! وبين أمرين شديدي التناقض، انقسم الناس لفئتين، فئة تقدس نفسها، وأخرى تقدس غيرها، وكلاهما خطأ
كلاهما يشوهان صورة "أنا الإنسانية" كلاهما حزب يشن حرباً سرية، إحداهما طعنات الاستنقاص، وأخرى وهم الكمال!
أهلاً بالأصدقاء فقط بالأصدقاء الذين نشعر معهم أننا لا نتنازل كل يوم ألف مرة، بالأصدقاء الحقيقين الصادقين، الذين لا ينهشون قلوبنا بألسنتهم المنافقة اللعينة، أهلاً بالعلاقات المبنية على التقدير المتبادل، أهلا بالتطوع الذي لا ضيم فيه ولا إرهاق النفس فوق طاقتها، بحب الذات لا إفسادها بالدلال، ولا جمحها بالاستنقاص وتفضيل الغير، أهلا بالتوازن الذي لا إفراط فيه ولا تفريط.
المتدثرون بالعبارات المليئة بالضعف أفيقوا! أتخذوا قرارا حازما بشأن علاقاتكم، لا بارك الرحمن بعلاقات مدمية، مجروحة من كل جانب، تسيرون فيها كالجثث.
المتقمصون ثياب الكمال، متى تستيقظون من هذا الوهم؟، لا والله لم يخلق أحد كاملاً، أفتحوا أعينكم جيداً قبل أن تسقطوا ببئر عميق تصرخون فيه بأعلى أصواتكم وحينها لن يسمعكم أحد.
الكاتبة: عائشة شوعي كعبي
Comentarios