الغربة
- روافد المعرفة
- May 14, 2020
- 1 min read

"الغربة كالموت ،المرء يشعر أن الموت هو الشيء الوحيد الذي يحدث للآخرين "
هكذا بدأ الكاتب روايته مستنكرًا حالته التي وصل إليها..
حين يختار الحرب أن يكون أحد ضحاياه شاعر ذو أنامل ذهبية وقدرات فذة في التعبير ثم تحاصره أقسى التجارب من نفي وتشريد فلا ينبغي له إلا أن يخرج لنا برواية:(رأيت رام الله)..
هذا الكتاب حكى لي تجربة العودة إلى رام الله بعد أكثر من ربع قرن على الغربة، غاص في أعماق النكبة
صورها على أكمل ما تكون لتشمل تجربة الغربة للفرد، ومأساة الشتات للأسرة، ومشكلة الهوية للمجتمع..
من يريد رؤية رام الله فإني أثق بأن هذه الرواية ستكون اختيارًا رائعًا لأن شاعرنا نسج حروفه بطريقها تتقشعر لها الأبدان..
وذلك من عمق غياب ٣٠سنة عن الوطن..
كان وصفه وصف المغلول الذي يبني غلله بكلماته وصف الثلاثين سنة التي كانت مرة كالعلقم
تذكر خلالها طفولته وتذكر شجرة التين، عاد بذكرياته إلى أيام صباه حين كان يذهب للقدس فقط من أجل أن يحضر كعكة بالسمسم..
وأسفاه!!!
"ضاعت القدس من أيدينا فلم نعد قادرين على دخولها"
هكذا تحسر كاتبنا على حالنا
أجيالًا تحلم بفلسطين ولا تراها!
حزنت لوفاة منيف وكأنه جزءًا من عائلتي واعتصر قلبي ألمًا كلما قرأت أن تلك الوالدة تفتقد الطقوس التي تمارسها أي أم!
كأن تشرب الشاي وتتناول فطائرها برفقة أبناءها الذين تشتتوا في تقاطيع البلاد..
شعرت كأنني رأيت رام الله قبل الاحتلال وبعده، وكيف شوهت المستوطنات الإسرائيلية تلك البقعة الجغرافية البهية..
أضحى الأمر كان الشاعر تجمد من فرط حزنه ما يرعبني هو أن أرحل قبل أن أشهد عودة فلسطين.
كاتبة المقال: أثير العمري
Comments