الممتلئون بالشغف
- روافد المعرفة
- Jun 10, 2020
- 1 min read

لطالما قدست أولئك الذين لا يستسلمون. مهما تكالبت عليهم الظروف، مهما أحيطوا بالضعف لا يليق بهم إلاَّ أن يكونوا أقوياء.. أقوياء رغم أنف الضعف ينثرون بقايا معاركهم من ثيابهم "منتصرين"، متشبثين بأحلامهم عند كل معركة أكثر من التي قبلها أولئك الممتلئين جداً بالشغف أكره من يكرههم، من يؤذيهم، من يرسل إليهم بتكرار أن الوصول إلى الأحلام، أماني واهنه، وكلمات مسربة من خيالات بعيدة.
أكره الفارغين من كل شغف، الممتلئين بالثرثرة فقط، وفي الواقع أن المؤمن بحلمه سيصل إليه حتماً ورب كل شيء جل في علاه يقول: ﴿وَأَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعى، وَأَنَّ سَعيَهُ سَوفَ يُرى﴾.
قصص الملهمين ليست فانتازيا، ولا دراما حرك المخرج كل جزء فيها، إنها واقع وحقيقة لأشخاص عانوا وبذلوا وقدموا كل شيء في سبيل أحلامهم، في سبيل ألا يموتوا فارغين، إيمانهم عظيم بأنهم سيصلون مهما كانت الظروف محبطة وطويلة.
فـ "ميكو موتو" ياباني بسيط يبيع الأرز، شغفه بزراعة اللؤلؤ أخذ منه ١٥ عاماً، وتجارب بالآلاف، نعتوه الناس بالجنون والفشل!
حتى نجحت زراعة أول لؤلؤة عام ١٨٥٩ على يد ميكو موتو ليكون أول رجل فكر وصمم ونجح، ولم يحاول قبله أحد!
ليلتقي بعدها ب "أديسون" الذي قال له: إنك حققت معجزة علمية، وكان رد موتو: أنت أضأت العالم وأنا أضأت أعناق النساء، وإذا كنت في دنيا الاختراع قمرا كاملاً، فأنا النجوم التي ليس لها عدد وحينها بكى أديسون، فقال له موتو معلقاً على دموعه: لقد رأيت أعظم لؤلؤتين على خد إنسان
حوار عظيم بين شخصين كل منهم تشبث حتى لحظته الأخيرة، آمن بفكرته الغريبة، وحماها بالشغف والعمل!
في بيئة محاطة بالساخرين، بالمحبطين، وظروف متعبة مهلكة ولكنه الشغف وفان جوخ قال عبارة رائعة تعد وصية من أجل التشبث بأحلامنا: "أفضل أن أموت من الشغف على أن أموت من الملل"
الكاتبة: عائشة الكعبي
Comments