ببلومانيا
- روافد المعرفة
- Jun 10, 2020
- 2 min read

غارقون في الكتب، ناجون بالثقافة
نبحر في قصة ونرسو عند عبرة، ونصنع من مواقف الشخصيات فكرة
ننتشي بصفحات الكتب ونثمل في المكتبات
أبطالنا تنتهي حكاياتهم عند آخر صفحة ثم ينتقلون للعيش بنا إلى الأبد
فنحن معهم عشنا التجربة العميقة، حُزناً وسعداً، وتحدياً للصعاب تلو الصعاب
هناك طريقتان لتعيش التجربة في العالم؛ الأولى: أن تمر بها فعلاً، والثانية: هي أن تقرأ.
القراءة ليست من أجل معلومة علمية تبحث عنها فحسب!
يجب أن تقرأ فالقراءة نعمة، اقرأوا قصص الأبطال العظماء قصص الصحابة رضوان الله عليهم، قصص التابعين طيب الله ثراهم، واقتفوا أثار حياتهم كيف عاشوها منذ عمر صغير قانتين لله محسنين، شباب لم يبلغوا العشرين قدموا إنجازات غفيرة في سبيل الإسلام، اقرأوا وتفكروا.. فهذه المرحلة العمرية التي ببالغ الأسف يضعها البعض حجة لضياع عمره في توافه الأمور عداً منهم أن هذا العمر "عمر مراهقة" ويدفعون خلفه بسرعة عبارة (عمر طيش) ظناً منهم أن هذا العذر أحد المسلمات!
ولكن الذي يقرأ يدرك أن هذا العمر عمر التغيير، عمر القرارات الحاسمة، وأول سواعد بناء المستقبل.
أقرئوا قصص الملهمين، تجارب المبدعين.. لماذا أخفق آديسون ألف مرة حتى نجح بصنع المصباح الكهربائي؟ هل ليعلمنا أن الفشل أول طريق للنجاح؟ أم ليعطي هذا العالم درساً في الإرادة؟ هل يا ترى كانت هنالك طريقة ربما لو جربها لاختصرت عليه الإخفاقات الكثيرة؟ اقرأ وتساءل.. تفاحة آينشتاين ، سر لوحات ليوناردو دافنشي ، أصحاب موسوعات غينس ، الناجون من الحروب.
حتى تلك الروايات اللامنطقية كتبها شخص عاش تجارب مختلفة في مراحل منفصلة، جمعها لك في رواية مختلقة لا واقعية وحقيقية جداً، حقيقية بالمغزى، بالعبرة، بالحكمة.
اقرأوا عن مسميات النجوم، عن المجرات عن الكون العظيم، عن الدراسات الأكاديمية والبحوث الجامعية، عن التفاعلات الكيميائية، والتسارعات الفيزيائية.
عما تجيدون وما لا تجيدون، وما تعرفون وما لا تعرفون..
وإن سخروا منكم الفارغون من الكتب، من الأحلام، من حب الحياة، وقالوا بلكنة مستفزة: أنتم تريدون حُب وأصدقاء وتعتنقون آمال مثل الموجودة في كتبكم
كفوا فلا حبكات في قصص حياتكم، ولن تجدوا صِدق في علاقاتكم، ولا نهايات سعيدة لكم
أرمقوهم بنظرة مشفق آسٍ على حالهم، وابتسموا لهم ابتسامة حكيم يداري طفل صغير، وقولوا بهدوء: لكم عالمكم ولنا عالمنا.. ثم أجمعوا ما استطعتم حتى الفناء "المزيد من الكتب".
الكاتبة: عائشة الكعبي
댓글