دروس من العابرين
- روافد المعرفة
- Jun 10, 2020
- 2 min read

قد يحدثُ يومًا أن تضيق علينا الأرضُ بما رحبتْ، فنحاولُ أن نكونَ أقوياءَ ونستجمعَ قوتنا، ولكن في بعضِ الأحيانِ يغلبنا ضعفنا ونفقدُ السيطرةَ، فمرّ في بالي لحظتها، كيف ينجبّرُ الخاطرُ لقلبٍ مكسورٍ؟
دون أن نقصدَ السخط أو الاستسلامَ، فهو مجردُ تعبيرٍ عما في النفسِ من ألمٍ لا أكثرَ، فعندما تكون في الموقفِ يغيبُ عن عقلكَ وذهنكَ الحلُ للمشكلةِ، ويغيب عن البال أن هذا ابتلاءٌ واختبارٌ من رب العباد.
واللهُ -سبحانهُ وتعالى-علمني درسين في ذات اليومِ، وتعجبتُ حينها كيفَ أن رحمةَ الله واسعةٌ
فحينما كنتُ بالحرمِ، حدث ما لم يكن في الحسبّان!
الأمر الأول: في الحافلةِ تكلم رجلٌ عن فضلِ الاستغفارِ وصيغهِ، وأوصى بقراءةِ سورةِ الإخلاصِ، وكثرة الدعاءِ، وهنا خنقتني العبرة، قلت في نفسي كيف الإنسان يغفل عن أشياءٍ يعرفها لكنها لا تطرأ على بالهِ، والشيطانُ يستغل مواقف الضعف عند الإنسان، فيجعلهُ متقاعسًا عما يدركه.
أما الأمر الثاني: كنت جالسة في الحرمِ بعد المغربِ، وفجأةً تأتي داعيةٌ -سميتها هكذا لأنني لا أعرفها- تكلمتْ عن أشياءٍ عندما سمعتها طيبّتْ في نفسي ما أمر به في لحظتها وكأنها تعرفني، وكان من محاورِ الدرسِ الذي ذكرتهُ.
يجبُ على كل مسلمٍ ومسلمةٍ
- أن يتعلم فقه الدعوةِ وتكون في قلبه، ثم ذكرتْ أثر أسماءَ الله الحسنى في حياتنا، ووجوبِ غرسها في نفوسنا وتعليمها للأبناءِ ومن هم تحت جناحنا، فلكل اسمٍ منها مدلولٌ يعلمنا كيف نحيا في رحابِ رحماتِ الله الواسعة دون خوفٍ أو يأسٍ، فإذا أراد الطفلُ شيئًا نخبرهُ أن يدعو الله بأسمائه الحسنى أن يرزقه، وكذلك عند شكرِ النعمةِ نحمدُ الله بما يستأهله وإذا دعا الإنسان فيجب أن ينتبه لدعائهِ ولا يدعُ وقت الغضب بما لا يناسب، فيتحسف ويندم أشد الندم.
وكذلك الأخذ بالسببِ لا المسبب، فمثلًا أمٌ أولادها نجحوا بامتيازٍ، تقول لولا الأستاذ الفلاني ما نلتم الدرجة الكاملة، متناسيةً فضلَ الله سبحانه في ذلك وكذلك الاستبصار الذي يعد أعلى درجة من الصبر، وهو درجةٌ عاليةٌ في الرضا، وسؤال الله الثباتَ في الدينا والآخرة، ومثال ذلك في المواقفِ التي تمرنا نسمع هذه المقولةُ (إنما الصبر عند الصدمة الأولى)، فيقول الشخص أنا صابرٌ ومحتسبٌ، وعندما يكلم شخصًا عزيزًا عليه يشتكي بسخطٍ على ما أصابهُ، وفِي نهاية الاتصال يقول أنا صابرٌ ومحتسبٌ، أين الصبرُ في ذلك؟
وبالطبع من وجهة نظري، إذ كنا في موقفٍ صعبٍ فلنتكلم مع شخص ذو خبرةٍ في هذا المجال، أو شخصٌ مرّ بنفس الظروفِ وتكون نظرته وحلوله إيجابيةٌ، وحينها ستهدأ نفسكَ وتطمئن بإذن الله لذلك أدعُ دومًا أن يسخر الله لك عباده الصالحين وأن يهيئ لك من أمرك رشدًا.
ودرسٌ أخير تعلمته في حالة الضعفِ والوهنِ، إن الله يسخر لك من حيث لا تحتسب من يجبّر كسر قلبك، ويكبّر في نفسك حبّ الله والإيمان به إذا ثقْ بربك وتوكل عليه وكنّ على يقينٍ أن القادمَ أجمل وأجمل، وضع نصب عينيك قوله تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).
الكاتبة: خديجة العجمي
Comments