مواسم قابلة للنسيان

كم صيف مر بك وكم شتاء وانت لازلت في نفس المكان؟

وكم شخص شعرت عندما فقدتهم للوهلة الأولى أن عقارب الساعة ما عادة تعنيك؟

هل تذكر كم شخص اذاك؟ حسنا نفس الشخص الذي اذاك هل أتذكر هذا جيداً؟

ذات الشخص في كم مرة قبلها كان دوائك؟

وفي كم مرة كنت على حافة السقوط وكان هو من انقذك وفي كم موقف اضحكك؟

نحن البشر ناكرين بطبعنا فعندما نريد أن نتخلص من أحدهم لا نذكر سوى سوءه ولكن ذلك ليس عيباً فينا إنما هو عقلنا الباطني الذي يرينا ذلك وماعلينا فعله حينها هو أن نهدأ قليلاً ونفكر كثيراً ونسترجع الذكريات الجميلة التي جمعتنا

عندها سيكون أمامنا طريقان أحدهم أن نعفو ونعيد بناء ما هدم.

أما الاخر هو أن نبتعد وننهي تلك العلاقة أيا كانت، وعندما نقول أننا ننهي العلاقة يعني أن ننهيها بشكل كامل بحلوها ومرها وكأنها لم تكن، وتذكر أن العفو من شيم الكرام وإن الاسلام دين سماح وعفو وغفران.

وفي تعاملاتك مع الجميع تذكر جيداً أن، هناك أربعة أشياء لا يمكن إعادتها من جديد أو تكرارها مرتان الأولى الولادة والثانية الموت أما الثالثة فهي الثقة والرابعة الاحترام، فلا يمكنك اعادة ولادتك من جديد لأي سبب كان فهو أمر مستحيل، كما لا يمكنك تغير طريقة موتك أو الوقت فمتى ما حانت ساعة موتك لاشيء يغيره .

اما الثقة فهي كالبنيان متى ما اهتزت لن تعود كما كانت ابداً فلا تطلب من أحد أن يعيد ثقته المفقودة بك فالثقة لا تعطى برغبة احد، انما هي شيء فطري متى ما ذهبت لا عودة لها،

أما الاحترام يا سيدي فمتى ما رأى احدهم فيك عدم الاحترام لا يمكنك زراعته في داخله مجددا فهي من الأشياء التي لا تزرع بين ليلة وضحاها ولا تعطى دون سبب ولا تؤخذ ايضاً دون سبب ففي الاحترام (لكل شيء سبباً فاتبع سببك).

عندما تبنى علاقه وطيدة بين طرفين أو أكثر يحدث أن تتعرض تلك العلاقة لعواصف وصواعق ويكون التمسك والحب هما طوق نجاة تلك العلاقة فبقدرالحب يكون التمسك والتسامح،

وإذا تخلى أحد الاطرف عن تلك العلاقة فعدم وجودها أفضل بكثر من الخوض فيها دون احساساً أو بوجود احساساً يخلو من الصدق.

  الكاتبة/رحمة عمر محمد 

---