النفاق الاجتماعي

(ومَن لم يُصانِعْ في أمورٍ كثيرةٍ يُضرَّسْ بأنيابٍ ويُوطَأ بمَنسِمِ)

عندما يكون النفاق والمجاملات وارتداء الأقنعة سمت مجتمعاً ما حينها تكون بنات الحياة-المواقف- تصنع الأشخاص وتريناً حقائق كنا نجهلها، حتماً في حياتك التقيت بذلك الشخص الذي لا تعرف لماذا ولكنه يحاول أن يؤذي الجميع بشتى الطرق وجميع الوسائل حتى وإذا كان ذلك على حساب نفسه.

وعلى النقيض هناك آخر يغمر الجميع بحبه وحنانه واهتمامه وعندما تقترب من الإثنين تجد أن الأول لم يكن يؤذي بل كان يحمي من ضرر والحب الذي كنت تراه لم يكن إلا قناع يحاول من خلاله الوصول إلى شيء جلل.

وهناك من تراه من الوهلة الأولى تظن أنه فض غليظ تكاد تفر من مجلسه وبعد زمن تجد انه صاحب قلب طاهر كطهر الأرض وإن تلك الفضاضة والغلظة لم تكن إلا قناع يرتديه ليقي نفسه ممن حوله بعد أن تجرع منهم كم كبير من الخذلان ولم يجد سوى هذه الطريق ليحمي بقايا قلبه المفطور.

لولا المواقف البسيطة والكبيرة في هذه الحياة لما سقطت الأقنعة، ولما عرفت أن ناصحك اليوم هو قاتلك غداً، وأن الذي اعطاك كل هذا الحب هو ذاته الذي سوف سبب لك أكبر جرح في حياتك، وأن هذا الذي ترى أنه آذاك أكثر من اللازم اليوم سيكون غداً دوائك وكل جيوشك.

فكم مرة خدعك قناع أحدهم حتى عندما أمنته على نفسك وحياتك وقلبك أو حتى على اسرارك سقط ذلك القناع وإذ بك في حضن افعى قد تلدغك في أي لحظة وأنت تنظر ولا شيء تستطيع أن تفعله أو تبتلعك وانت مكبل اليدين.

وكم من قريب اخذت بنصيحته وفي نهاية المطاف اكتشفت أنه كان فقط يريد مكانك أو يريد ازاحتك عن طريق الصواب أو كان ببساطة يسعى لإحزانك، وكم من صديق كان معك عند الضحك وفي النجاح وعندما سقطت واحتجت إليه كان هو أول الشامتين وعدت بعدها خالي الوفاض، كم من فتاة احبت بصدق وغُدر بها وكم من شاب عشق صدقاً وانتهى به المطاف مخذول.

توقع أن الجميع يرتدي قناع وأن ليس كل ما تراه صحيح، نعم جميعنا نتقن ارتداء الأقنعة ولسنا جميعاً حمام سلام أيضًا لسنا جميعا شياطين في هيئة بشر ولكن داخل كل منا الخير والشر ونحن نختار ايهم نريد ان نتبع فقط عندما تقرر ان تكن شي اصطحب كل جُرأتك وأفصح عما انت عليه لا تكن مخادعاً ولا تتوقع ان هناك من لا يستطيع ان يرى ما خلف الأقنعة لعمراً كامل او أنك تستطيع خداع أحدهم حتى اخر يوما في حياته.

ارتدي ما شئت من الأقنعة لكن لا تؤذي قريب فأذى الأقرب لا يزول ويضل جرح مفتوح ويضل يؤلم عمراً، اجعل دوماً الأقرب من قلبك من يشابه روحك يراك دون قناع دون نفاق كن مع الجميع نقياً طاهراً كطهر الأرض، وافعل ما عليك ودع الجميع يفعل ما يريد حتى لا تؤذي فتتأذى.

الكاتبة: رحمه عمر محمد