حينما يكون الوهم حقيقة

أخلفتَ وعدك لي بأنك ستبقى بقربي دائمًا وستحمي قلبي من الوجع، وعدتني بأن أبقى مُزهرة عبقه، وعدتني بالحياة النابضة بالفرح الملون العطر، كان وعدك أن ابتسم دائمًا ، أن أحلق كالفراشات ، أن أراقص الزهر والسعادة ، عشتُ مع تلك الوعود الملونة وأنا احلق بين غيوم الأحلام بيد أن صدام عنيفًا يحصل لي بين غيمة وغيمة، خلال بحثي عنك، اُرهقت وأنا أحاول تجاوز تلك الغيوم القاسية ، تارة أبتسم وتارة أبكي وتارة أخرى اخفي حزنًا مؤلم موجع قاهر، لكن من الغريب أني لم اجدك في كل تلك المحطات، ولم أفكر أين ساجدة لأنك لم تكن معي منذ بداية رحلتي، أشبعتني حلمًا ووعدًا وكان الاختفاء لاحقًا بذلك ، لم أدرك حقًا لماذا فعلتَ ذلك أو انك فعلتَ ذلك حقًا ، لم أفكر قط في أن هناك أسباب تخفيها خلف كل تلك الوعود الكاذبة ، لم تكن أنت في حياتي حقيقة حتى تفي بوعودك بل كنتَ وهمًا وتلاشى سريعًا مع أول عِراك لي للبقاء في تلك الحياة، ربما أكون عانيت الكثير من الوجع والصفعات الموجعات لوحدي هذا مؤكد وهذه حقيقة، لكن ما أودُ فعلًا ذكره أني عشتُ مع تلك الوعود المزيفة أحلامًا جميلة ، وإن كانت خيالات فقط ، فبمجرد اني شعرتُ بأني ابحثُ عن سعادة أو أني لن أبكي من حزن أو أني سأكون مُزهره جميلة ولن أذبل ، كنتُ كذلك في الحقيقة وإن اختلف الواقع معه، لك تمتزج روحي بروحك إلا مرة واحدة وكانت للحظات قليلة انتهت بمجرد سردك لتلك الزيف من الوعود ، لكن سأخبرك شيئًا لم تعني أن تقدمه لي، ذلك الامتزاج انعش روحي وحلق بها وألحق بي قوةً كبيرة ، بتلك المشتعر تمكنتُ من السيطرة على حياتي وعلى تجاوز تقلبات الجو بين الغيمات الغاضبات ، حلقتُ بينها بخوفٍ وبألم وبحذر وسأصل إلى الغيمة التي وعدتني بأنها ستمطرُ بالحب والسلام والراحة، سأصلُ لها لأني صدقت وعودكَ وإن لم تكن أنتَ معي وإن لم تكن تنتظرها معي حتى وإن كذبتَ بشأنها، أنا على مقربة منها ، حتى وإن لم تكن حقيقة فهي بداخلي واقع ومحقق، ما أودُ أن أقوله لك وبطلاقة القول أنا أعيش في عالمي الذي أحببته أنا، حتى وإن كان تصميمه من خيالك، أنت طرحته عليّ حتى يزداد وهجكَ في قلبي لكن في حقيقة الأمر هو من نسجِ أحلامٍ لي ، فجمال حياتي واقع وإن كنتَ أنتَ مزيف.

الكاتبة: خلود الزهراني