top of page

لتعش ذواتنا في أمان

  • Writer: روافد المعرفة
    روافد المعرفة
  • Jun 21, 2020
  • 2 min read


ree

حينما ترهقني أوجاع قلبي المتعب أحتضن ذاتي بحنان وأحاول جاهده في لم شتاتها وقطب تلك الجراح الموجعة لعل في ذلك تخفيف الألم حتى وإن كان قليلاً ..وكم تبكي تلك الذات من الداخل كثيرًا حتى أصبح ذلك اعتياديًا ومن المألوف أن يكون ،في حقيقة الأمر أن تلك الأوجاع تدمر كينونة الداخل وتمزق وحدتها وتبعثر تماسكها ،وتجعل الداخل منا هرم ومعتم يغلب عليه الضبابية ،وذلك بدوره ينعكس على خارجنا فتنكسر نظرة العين الواثقة ،وتموت الإبتسامة الحية، ويخيم على تلك الملامح حزن غير معهود قاتل للأمل وللوجود ، ربما يكون المحيط بنا هو السبب في كل تلك العلاقة الفزيائية بين ألم داخلي وكسرة الفرح في نظرتي للحياة ،ولكن ما نجهله أو في حقيقة الأمر نتجاهله هو أن ذاتي المتعبة هي من سمحت للخارج أن يهاجمها ويحتل مدينتها ويعكر صفوها ،هي نفسها ذاتي التي تتألم من فتحت لهم الباب وأطلقت لهم أهازيج الترحيب بهم ،ولم تأخذ جرعات الوقاية من نهشهم لها ، فأسفي عليها وعلى ما هي فيه من كسرة ووجع وخنوع ،لعلها تعود بعد وقت لسابق عهدها وتجيد التمنع عن كل العابثين بتفاصيلها الخفية ، لكن ما أجهل حدوثه فعلاً كيف لتلك الذات من تنظيف الداخل الملوث بالإرهاصات السلبية المقيتة ، كيف لها أن تنعش قلباً تجعدت أوتار الغد والسعادة فيه ، ربما تحتاج لوقت ليس بالقليل حتى تتعافى تلك الذات الثكلى ، ولعل في صبرنا على الوجع والأذى بداية للتعافي ومراجعة ميدان حياتنا وإعادة ترتيب هيكلة الأدوار فيه إنارة لتلك البداية نحو استرداد الذات ،فذواتنا هي ما نملكه نحن وهي أمانة لدينا ليس من حق أي عابث أن ينهش في محتواها أو حتى الاإطلاع على أجنه أفكارها ،فهي خاصة بنا نحن، نحن فقط من يحق له التحكم بمنطق ما ترغب أن تعيشه وأن تكون عليها في مستقبلها.


الكاتبة: خلود محمد الزهراني

Comments


شـركـاؤنـا

في حالة الإستفسارات والشكاوي يرجى التواصل معنا عبر ملء الإستمارة ثم اضغط على زر إرسال وسنرد على طلبك في أقرب وقت ممكن أو يمكنك التواصل معنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي

Thanks! Message sent.

  • Twitter
  • Instagram
  • Snapchat

 روافد المعرفة 2018 © جميع الحقوق محفوظة

bottom of page